الأهرامشخصيــــات في حياتيمقالات صحفية

لقاء مع الفريق ضاحي خلفان

من أكثر اللقاءات  التي أعتز بها في تاريخ، لقاء جمعني، الأسبوع الماضي، مع الفريق ضاحي خلفان، في دبي … رجل سمعنا عنه الكثير، وله رصيداً من الحب والتقدير، في قلوب أبناء شعب مصر. كان اللقاء تلبية لدعوة كريمة منه على العشاء، في منزله الجميل ببساطته … الرائع بدفء استقباله … وهو مااستشعرناه بمجرد الدخول إليه. كنا ثلاثة؛ الأستاذ معتز الألفي، واحداً من خيرة رجال أعمال مصر الشرفاء، والدكتور معتز عبد الفتاح، من الإعلاميين المتميزين في مصر، وأنا.والحقيقة أنني كنت متشوقاً للقاء هذا الرجل، والتعرف عليه عن قرب … ذلك الرجل الذي نال إعجاب، وتقدير واحترام المصريين عن بعد.

وصلنا إلى منزله، واستقبلنا بدفء وحفاوة وكرم، لم استغربهم عليه، وإن كنت لم أعرفه بعد. وتبادلنا جميعاً أطراف الحديث، قبل أن نترك له إدارة دفة الحوار، وكأننا اتفقنا، دون اتفاق، على الاستماع لأراءه وأفكاره. وبدأ الفريق ضاحي حديثه عن مصر، فلمست، من اللحظة الأولى، حبه لها، ولا أبالغ إن قلت أن حبه لمصر، يفوق حب عدد من المصريين لها!

تحدث في البداية عن فضل مصر على العرب، وعلى دول الخليج، مشيراً إلى ذكرياته الشخصية عن بعثات الشباب، التي كان يرسلها الرئيس جمال عبد الناصر، إلى دول الخليج، على نفقة مصر، في عدة مجالات مختلفة، للإسهام في تنمية الدول العربية، مضيفاً أنه لا ينسى الدعم العيني الذي قدمته مصر، لكل الدول العربية، في المجالات الصحية والغذائيةوغيرها، مؤكداً أن دور مصر والرئيس عبد الناصر، لا يغفله إلا جاحد.

واستطرد في حديثه الشيق، الممزوج بالأصالة والعرفان، فذكر المرحوم اللواء عبد الكريم درويش، مدير أكاديمية الشرطة المصرية الأسبق، والذي كان قائداً له، خلال دراسته الشرطية في مصر، والذي يعتبره مثلاً أعلى له، لما تعلمه على يده على المستويين الأكاديمي، والشخصي. فحرص على أن يظل على اتصال دائم به، بعد انتهاء دراسته وعودته إلى الإمارات، وحتى وفاة اللواء درويش.

لقد أبهرني حديث الفريق ضاحي خلفان لما فيه من صدق وحماس، وهو يتحدث عن دور مصر في العالم العربي، ورؤيته لها باعتبارها ركيزة الأمن للمنطقة … “فلو سقطت مصر، لا قدر الله، يسقط معها العالم العربي أجمع” … مؤكداً أنه “يجب علينا أن نتكاتف جميعاً لدعم مصر في كافة المجالات … فاستقرار مصر، وقوتها، هو مصدر الاستقرار والقوة للدول العربية عامة، والخليجية خاصة”. وإيماناً منه بهذا التوجه، فقد كان له دوراً كبيراً في التصدي لجماعة الأخوان المسلمين، ليقينه بأن وجودهم في سدة الحكم في مصر، من شأنه إضعافها وإنهاك قواها، ولن يكون وجودهم إلا وبالاً على مصر والمنطقة من حولها. ودون الخوض في تفاصيل الدور النبيل للفريق ضاحي خلفان، في هذه الأثناء، بهدف دعم استقرار مصر، والابتعاد بها عن أي نزاعات دينية متطرفة، فقد أكد أننا كمسلمين، نعرف ديننا الحنيف، ولكننا لن نسمح لأي فرد أو جماعة، باستغلاله وإعلان الوصاية علينا، لتحقيق أهداف تبعد كل البعد عن أي تطبيق لتعاليم الدين السمحة.

وبعد هذه المقدمة الرائعة … وتلك الكلمات الصادقة … من هذا الرجل العظيم، الصادق في حبه لمصر، وفي تقديره لدورها ومكانتها، انتقلنا إلى طاولة العشاء، لنستكمل حديثنا مع الفريق ضاحي، ولنتعرف على وجه آخر مشرف له، ودوره في إدارة العمل الأمني في دبي. فإضافة إلى كونه نائبرئيسالشرطةوالأمنالعام لدبي، فقد أضيف إلى مسئولياته، جميع ملفات الأمن العام، والجوازات، والمرور. وبدأ الرجل يقص علينا أوجه من مسيرته العملية في دبي، وكيف أنه خلال السنوات الأولى من عمله، بدأ بمتابعة كل المبعوثين الذين أوفدهم الشيخ زايد، رحمة الله عليه، إلى الخارج سواء للدراسة أو للعمل. وبدأ، في سرية تامة، يجري عليهم اختبارات ذكاء وقدرات، ليتعاقد معهم للعودة، والعمل لصالح شرطة دبي، والمشاركة فيالمنظومة الأمنية. يقول الفريق ضاحي أن هذا التوجه كان الهدف منه، الالتزام بالمهلة الزمنية، القليلة نسبياً، التي منحه إياها الشيخ زايد، لتطوير المنظومة الأمنية، اعتماداً على أبناء الوطن، كبديل عن الخبراء البريطانيين، الذين كانوا يديرون المصالح الأمنية في البلاد، آنذاك. وهو ما يؤكد على أن الرؤية المستقبلية، واتباع المناهج العلمية يؤدي للوصول إلى النتائج المرجوة، إذ نجح الفريق ضاحي في إحلال العنصر الإنجليزي، بالشباب الوطني المدرب، والقادر على إدارة المنظومة الأمنية بكفاءة. وأضاف أن المنهج العلمي، ومتابعة أحدث الابتكارات في المجالات الأمنية، مكنه من تطوير منظومة الجوازات، وهو ما لمسناه بأنفسنا عند وصولنا إلى مطار دبي، إذ لم نمكث أمام ضابط الجوازات، أكثر من دقيقتين. وقد تم ربطجميع عناصرالمنظومة الأمنية، بما يخدم الصالح العام، وأصبح كل شبر في دبي مغطى بكاميرات المراقبة، بما يضمن الحفاظ على الأمن العام، دون إخلال بالحريات الشخصية.

وانتقلنا بالحديث إلى الجانب الإنساني لهذا الرجل، فعرفنا أنه أسس منظمة إنسانية، لخدمة أبناء بلده، تعرف باسم “جمعية تنمية المواهب الفكرية في دبي”، والتي تعمل على تقديم الدعم المادي لرعاية الموهوبين من أبناء دبي على المستوى التعليمي سواء في الداخل أو الخارج، رافضاً التصريح بأعداد المستفيدين من الجمعية، أو عن حجم الدعم المقدم لهم، مكتفياً بالقول أن النتائج المبهرة هي ما تعنيه في النهاية. وهنا التقى فكره مع فكر الأستاذ معتز الألفي، بصفته المؤسس والراعي لمؤسسة الألفي للتنمية البشرية، والتي تعمل في ذات المجال، وتتكفل بجميع المصروفات الخاصة لأكثر من خمسين طالب مصري، سنوياً، من الموهوبين، في أي من المجالات التعليمية، سواء داخل مصر أو خارجها. ويكفي القول أن هناك عدداً من المسئولين المصريين، قد استفادوا من مؤسسة الألفي في دعم دراستهم داخل مصر وخارجها. واتفق الطرفان على التعاون في هذا المجال، إيماناً منهما بأن التعليم هو جوهر التنمية، وأن الاستثمار في البشر، هو أهم أوجه الاستثمار، والعائد منه يصب في مصلحة الوطن.

وعرفاناً بالجميل، وجه الأستاذ معتز الألفي الدعوة للفريق ضاحي خلفان، لتكريمه في مصر من قبل الجمعيات الأهلية المصرية، تقديراً لدوره النبيل في دعم مصر في كافة المجالات. وأنا على يقين من أن الرجل سيتلقى استقبالاً شعبياً يليق به، وبمكانته، ويعبر عن حب الشعب المصري له، وتقديره لدوره، واحترامه لرجل من أبناء الشيخ زايد، الذين تجود الإمارات بالكثير من أمثاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى