المصري اليوم

ذاكرة الأمة في شهر أكتوبر العظيم

لواء. سمير فرج

يكتب

ذاكرة الأمة فى شهر أكتوبر العظيم

شهر أكتوبر العظيم أعظم الشهور فى تاريخ مصر والعسكرية المصرية، حيث حققت فيه مصر وجيشها العظيم أغلى الانتصارات العسكرية فى تاريخها الحديث يوم السادس من أكتوبر 73، وحقيقى هذا العام شهدت احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر شكلا جديدا ومتميزا لتعريف شعب مصر بما فعله الآباء والأجداد لتحقيق هذا النصر العظيم، ولكن المشكلة تظهر دائما أنه ما إن ينتهى شهر أكتوبر كل عام إلا وتنتهى معه الاحتفالات، ونظل ننتظر لأكتوبر العام القادم لنبدأ بتذكير الشعب بهذا النصر العظيم، وحقيقى هناك بعض الوزارات، مثل وزارة الشباب والرياضة، التى أقامت العديد من الندوات فى مختلف مراكز الشباب فى محافظات مصر لتعريف الشباب ببطولة الجيش المصرى يوم تحرير الأرض فى السادس من أكتوبر 73، وإن كنت أرى أن ذلك غير كاف، بل هناك وزارات وجهات أخرى فى الدولة مسؤولة عن إظهار هذه البطولات لأبنائهم لأنها ذاكرة الأمة.

ويأتى على رأس هذه الوزارات وزارة التربية والتعليم، حيث إن المطلوب منها أن يتم إدراج انتصارات أكتوبر 73 فى جميع المناهج الدراسية، وبالتالى تظهر فى الكتب الدراسية فى كل السنوات العمرية لطلبة المدارس اعتبارا من طلبة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وتكون الموضوعات والحكايات مناسبة حسب السنوات العمرية لكل مرحلة، فهناك قصص أبطال حرب أكتوبر، وهناك معارك عظيمة، وهناك ابتكارات مثل فتح الممرات فى الساتر الترابى بفكر وجهد الرائد باقى زكى يوسف، وهناك البطل إبراهيم الرفاعى ورجاله الأبطال أن لكل منهم رواية وحكاية بطولة يجب أن نغرسها فى نفوس الطلبة لتكون مثلا وقدوة لهم، وهنا أقول إن الولايات المتحدة مثلا ليس لديها أبطال معارك مثل أبطالنا فى حرب 73.

لذلك اخترعت أبطالا وهميين لإذكاء روح البطولة للشباب الأمريكى فاخترعت رامبو البطل الوهمى وأنتجت الأفلام رامبو 1، 2، 3، 4، وأصبح هو البطل الذى يتمنى كل شاب أمريكى أن يكون مثله، وأصبح قدوة الشباب الأمريكى، بينما نحن هنا لدينا مئات الأبطال ويكفى مجموعة البطل إبراهيم الرفاعى أن لكل منهم قصة، وهناك أبطال حصار كبريت، وهناك شهيد البحرية الذى سد فتحات النابالم بجسمه قبل بدء العبور، وهناك المئات من الأبطال الذين يصبحون قدوة لأبنائنا، ثم هناك معركة تدمير المدمرة إيلات ومعركة جبل المر فى الجيش الثالث للعقيد الفاتح كريم، الذى كرمه السيد الرئيس السيسى، وحضر جنازته منذ عدة سنوات، ولست أبالغ عندما أقول إنه يجب أن يكون فى امتحان نهاية العام للطلبة سؤال عن حرب أكتوبر 73.

أما على مستوى الجامعات فنحن أمام شباب فى مقتبل العمر مطلوب من الدولة أن تقدم لهم المثل والقدوة عن أبطال أكتوبر 73، وعن دور الشعب فى الوقوف مع دولته ومع الجيش حتى تحقق النصر وهناك الأمثلة كثيرة.. تهجير مدن القناة الثلاث: بورسعيد والإسماعيلية والسويس، هذه الأسر خرجت من منازلها ولا تحمل إلا القليل من ملابسها الشخصية وتركت كل شىء وراءها لكى تعيش كل أسرتين فى فصل من مدارس محافظتى الشرقية والغربية ورأس البر دون أن تتذمر أو تحتج، فالكل يعمل ويضحى لصالح الوطن الغالى مصرنا الحبيبة.

وهناك أمثلة أخرى لتضحيات الشعب، فكان هناك فى زمن حرب الاستنزاف أن تقرر صرف لكل عائلة فرختين على البطاقة، بل طلب الرئيس عبدالناصر أن يقتصر كل فرد فى العائلة على شرب كوبين من الشاى بدلا من أربعة.. والتزم الشعب لأنه فى تلك الفترة كان هناك الشعار «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، كل هذه الأفكار مطلوب دراستها وعرضها على طلبة الجامعات خصوصا فى هذه الفترة الزمنية من حياة شباب مصر حتى تتذكر الأجيال الجديدة مفهوم ومعنى وروح أكتوبر.

ونعود إلى باقى شباب مصر فى القرى والنجوع، وهنا يبرز دور وزارة الشباب والرياضة وألا تكتفى بالندوات التى تتم خلال شهر أكتوبر، بل يجب أن تزيد ذلك من خلال مسابقات ثقافية وفنية بين شباب مصر فى مختلف المجالات، مثل مسابقة القصة والشعر والرسم وخلافه من خلال مسابقات عمرية، فهناك مسابقة لفئة 15- 18 عاما، وهناك مسابقات من 18 إلى 25 عاما، وهناك من 25 فما فوق ذلك، حيث تتم تغطية كافة المراحل العمرية، ولا ننسى المسابقات الرياضية بين مراكز الشباب فى معظم المجالات الرياضية تحت اسم مسابقات نصر أكتوبر العظيم.

ولا ننسى دور وزارة الثقافة التى تتبعها قصور الثقافة التى أصبحت الآن تغطى كافة قرى الجمهورية فى أن تساهم أيضا لتوعية شباب مصر عن نصر أكتوبر العظيم.. من خلال الندوات والمسابقات وتنمية المبدعين فى كافة مجالات الثقافة عن حرب أكتوبر المجيدة، مما سيجعل كل منهم يقرأ ويبحث عما حدث فى أكتوبر حتى يظهر ذلك الإبداع من خلال ثقافته فى كافة المجالات، سواء الموسيقى أو الغناء أو المسرح أو الشعر أو القصة.. وهى مجالات وزارة الثقافة، وإنى على ثقة أن هناك مبدعين كثرًا فى هذه القرى والنجوع فى كل هذه المجالات، كذلك هناك دور للنقابات، سواء كانت الفنية أو العمالية أو الإدارية، حيث إن كل نقابة مسؤولة عن توعية أعضائها بخصوص ما تم فى حرب أكتوبر 73.

ولكن تكون هناك مسؤولية أكبر على النقابات الفنية التى من المفروض أن تشجع أبناءها من الفنانين فى كافة المجالات، خاصة الجيل الجديد من الشباب أن يبدع فى مجال فنه لعرض الأعمال المجيدة عن حرب أكتوبر، وكنت أتمنى أن تخرج هذه النقابات الفنية بأغان جديدة عن حرب أكتوبر أو قصص أو فكرة مسرحيات، فهذه مسؤولية كل أعضاء هذه النقابات الفنية لإثراء الحياة الفنية بمصر بأعمال جديدة فنية عن نصر أكتوبر العظيم، وهناك أيضا دور للهيئات الحكومية والوزارات، ولا أنسى السيد محافظ السويس فى العام الماضى عندما احتفل بالعيد القومى للسويس، وهى ملحمة شعب السويس فى صد الهجوم الإسرائيلى على مدينتهم، بالتعاون مع القوات المسلحة وقوات المقاومة الشعبية لأبناء السويس، وتمت دعوتى أنا والدكتور مفيد شهاب والعديد من أبطال حرب أكتوبر 73 وأسر الشهداء.

وكان يوما عظيما فى جامعة السويس مع طلبة الجامعة وأهالى مدينة السويس، لكى نتذكر جميعا جزءا مهما من حرب أكتوبر 73 يوم وقف رجال المقاومة الشعبية فى السويس ضد المعتدى الإسرائيلى، ويفهم ويعلم هذا الشباب بطولات آبائهم وأجدادهم، كذلك بطولاتهم فى فترة التهجير خلال حرب الاستنزاف، لذلك أقول إن ذاكرة الأمة لحرب أكتوبر 73 هى مسؤولية كل أطياف الشعب المصرى ليظل أعظم انتصار لمصر فى العصر الحديث مثلا وقدوة للشعب المصرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى