أخبار اليوم

الشعب التركي الذي يحب مصر

١٢ سبتمبر ٢٠٢٠

الشعب التركي الذي يحب مصر

لواء دكتور/ سمير فرج

ثلاث سنوات قضيتها ملحقاً عسكرياً في تركيا في فترة من أهم فترات تركيا عندما كان الرئيس تورجوت أوزال رئيساً لها، الذي كان يعشق مصر، وشعبها، ويعي قدر قيادتها السياسية ودورها، وهو ما أظهره عند زيارة الرئيس مبارك، رحمة الله عليه، إلى تركيا، تلك الزيارة التي تم الإعداد لتفاصيلها، بصورة عالية الدقة، حتى أن كل البعثات الدبلوماسية، ووسائل الإعلام، لم يفتها أن تقارنها بزيارة الرئيس الفرنسي لتركيا، قبل زيارة الرئيس المصري بعدة أشهر، والتي لم تحظ بنفس مستوى الإعداد. ولم يختلف الأمر بعد وفاة تورجوت أوزال، وتولي سليمان ديميريل رئاسة تركيا.

أما الشعب التركي الذي عشت معه ثلاث سنوات، فقد لمست، في كل موقف جمعني بأفراده، أنه يضع مصر في موقع خاص بقلبه وعقله، حتى أن أكبر سوق تجاري، في إستانبول، يحمل اسم “مصر”، وتنطق بالعربية، وليس باللغة التركية. كما أن الأتراك يعلمون أن “مسجد السلطان سليم”، أكبر جوامع تركيا، المطل على البوسفور، والذي يعتبرونه رمزاً مميزاً لتركيا، فإن الذي بناه هم العمال المصريين، في محاكاة لمسجد محمد علي بالقلعة، إضافة إلى السوق المغطى في إستانبول، المبني كنسخة من خان الخليلي، في القاهرة، فقد بناه كذلك العمال المصريون.

وإن التقيت بأحد الأتراك فسيقص عليك ما عاشه، أو سمعه من أحد أفراد عائلته، عن دعوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، رحمة الله عليه، إلى تركيا، في أحد السنوات، لإحياء ليال شهر رمضان الفضيل، بتلاوة القرآن الكريم، وكيف تهافت الأتراك عليه، حتى وصل عدد المصلون، في كل ليلة، لأكثر من 2 مليون فرد، يصلون صلاة التراويح، ويستمعون إلى تلاوة الشيخ عبد الباسط في جامع السلطان سليم، ويفترشون كل الشوارع المحيطة به والمؤدية إليه.

وإن زرت تركيا يوماً، فستشعر بحب شعبها لمصر، من خلال ترحيبهم بك في كل مكان، بمجرد معرفتهم بأنك مصري، ولن يكفوا عن ممازحتك بزعمهم أن الكنافة والبقلاوة والمسقعة هي مأكولات تركية الأصل، وأن المصريين نقلوها من المطبخ التركي. لذا أرجوك عزيزي القارئ ألا تخلط، أبداً، بين الشعب التركي، المحب لمصر، وشعبها، وقيادتها، وبين السياسة التركية، الحالية، التي يسيطر عليها أردوغان ونظامه، بحثاً عن حلم فرض الخلافة، والزعامة العثمانية في المنطقة، والذي تحطم على يد مصر، وزعيمها.

Email: sfarag.media@outlook.com

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى